الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

الخوف 2

زمان و انا صغير كنت كل لمّـا اتمني حاجه كانت بتحصل , يعني مثلاً و انا مروح من المدرسه اتمنى ان الغدا يكون مكرونه و فعلاً يطلع مكرونه _ حتقولي ممكن تكون صدفه _ انا برضه كنت فاكر كده في الاول , و جربت اني اتمني حاجه اصعب شويه و هي اني ما اروحش المدرسه تاني يوم _ و دا كان من الحاجات صعبه الحصول ايامها _ لكن مع الاسف روحت المدرسه عادي زي كل يوم , و اقنعت نفسي ساعتها ان الامنيه ما اتحققتش علشان انا كنت بتمني علي سبيل التجربه مش بإقتناع كامل, و كررت نفس الامنيه تاني يوم بس و انا متأكد من انها حتتحقق _ مش عارف ازاي حتتحقق بس متأكد _ , و فعلاً ما روحتش المدرسه تاني يوم لأن كل اللي في البيت راحت عليهم نومه و صحينا متأخر .


ابويا كان شغال بره مصر و كان بينزل اجازه كل سنه , واتمنيت في الاجازه دي انه يجبلي معاه اتاري _ كان وقتها قمه الاعجاز العلمي _ و فضلت من قبل اجازته بشهر و انا كل يوم بتمني نفس الامنيه لحد ما اتأكدت انها حتحصل , و طبعاً ما طلبتش منه الاتاري بالعكس كنت باطلب حاجات تانيه لأن الاتاري خلاص انا متأكد انها جايه , و نزل ابويا الاجازه و جابلي كل الحاجات اللي طلبتها و مكنش فيهم الاتاري لدرجه اني كنت حسأله الاتاري فين مع اني ما طلبتهاش منه , مكنتش عارف المشكله فين انا اتمنيت الحاجه فعلاً و مكنتش بجرب , و بعد يومين و قبل ما ابتدي اشك في قدرتي علي التمني لقيت ابويا بيطلع الاتاري من شنطه السفر و بيقوللي : ( ما تعرفش ايه ده , انا لقيت كل الناس بتجيبه لعيالهم فجبتلك واحد ) .

و من وقتها اتأكدت ان ربنا اختارني من بين الناس كلها و اداني الميزه دي , و ابتديت احط لنفسي قوانين علشان ما اضيعش موضوع الامنيات اللي بتتحقق دا علي الفاضي , يعني مبقتش اتمني اي حاجه بسيطه او تافهه و برضه مكنتش بتمني حاجات صعبه قوي لان احتمال تكون الموهبه عندي محدوده و ساعات كنت ابقى محتاج حاجه و مرداش استخدم معاها موضوع التمني دا و احاول اعتمد علي نفسي _ محدش عارف اذا كنت حفضل كده علي طول ولا لأ و يمكن كمان يكون ليّـا عدد معين من الامنيات و يخلص _ المهم اني كنت باستخدم الموضوع في اضيق الحدود و لمّـا كان يحصل مشكله او حاجه ما تتحققش كنت و بكل بساطه بقول لنفسي اني اكيد ما اتمنيتهاش بالقدر الكافي .

بعد كده لمّـا كبرت شويه و ابتديت اتمرد علي كل افكار الطفوله , قولت لنفسي ايه الهبل اللي انا فيه ده انا ازاي كنت بفكر كده , بس كان لسه في حاجه جوايه مؤمنه اني ربنا ميزني عن الناس بالخاصيه دي , و علشان اقطع الشك باليقين اتمنيت ان يكون عندي اجنحه و اقدر اطير _ ايوه يكون عندي اجنحه علشان اجيب من الاخر بقي _ لو المعجزه اتحققت يبقى مش حشك في نفسي تاني و لو ما اتحققتش يبقى الموضوع انتهي و كل اللي فات كانت خيالات طفوله .

لكن المعجزه حصلت و صحيت في يوم الصبح بصيت في المرايا و لقيت عندي جناحين , كانوا صغيرين و لما اضمهم ما بيبانوش تحت الهدوم , ما كنتش مصدق _ و ندمت علي حاجات كتير ما اتمنتهاش لأني كنت شاكك او خايف ما تتحققش _ و طلعت البلكونه و جربت اطير و طيرت فعلاً , كنت با اتحكم في الجناحات بكل سهوله كأني مولود بيها , و فضلت اطلع لفوق فوق البيوت لحد السحاب كنت سعيد و كان نفسي اعرف السما دي اخرها فين , في المدرسه كانوا قايلين لنا ان سيدنا آدم موجود في السماء الاولي , دورت عليه و ملقتهوش , قولت لنفسي يبقى انا اكيد لسه ما وصلتش للسماء الاولي حتي و لازم اطلع لفوق اكتر بس الدنيا كانت برد قوي و عرفت اني مش حقدر اطلع لفوق اكتر من كده و رجعت تاني للبيت علشان افكر و اشوف حطير و اروح فين تاني يوم , مكنش عندي خطه معينه بس كنت طاير و فرحان و خلاص , كنت كل شويه اطلع لفوق علشان احدد مكان بيتنا و اكمل طيران في اي اتجاه و اتفرج علي الشوارع و البيوت من فوق , بعد فتره حسيت ان جنحاتي الصغيره تعبت و اني مش حقدر ابعد اكتر من كده و اني لازم ارجع , طلعت لفوق اكتر علشان احدد مكان البيت لكن معرفتش شكلي كده تهت , فضلت اللف كتير في السما و ادور علي البيت و جنحاتي كانت تعبت فعلاً و اليل دخل و الدنيا ضلمت و فضلت بايت اليوم ده فوق سطوح مهجور في عماره عاليا و كان شئ مرعب بالنسبالي , و في قمه احساسي بالخوف اتمنيت ان الجناحات دي تروح و طلبت من ربنا ان مش كل ما اتمنى حاجه تتحقق .. و ده اللي حصل فعلاً .

الجمعة، 27 يوليو 2012

للخلف دُر


المشكله انك بتفضل ماشي في طريق و فاكر نفسك انك انت اللي مختار الطريق , بس في الحقيقه انت ماشي في طريق مرسوملك قبل كده , حتى لما بتقف في نص الطريق و تقرر انك تمشي في طريق تاني بيكون اللي راسم الطريق عامل حسابه و عارف انك في النقطه دي حتقرر تغير طريقك و بيكون راسملك طريق تاني , آخر نقطه تقدر توصلها بعقلك مرسوملك فيها طريق , و في طرق احتياطي كمان مرسومه علشان لو قدرت تتخطي قدره عقلك _ ودا مستحيل _ , يبقى الحل ايه ؟ لو فضلت واقف مكانك و متحركتش اللي راسم الطريق مش خسران حاجه لأن اكيد حيجي حد بعديك و يكمل الطريق , الحل _ مع انه مش حل كامل _ انك ترجع لورا تمشي عكس الطريق , علشان اللي يجي بعديك يعيد من الاول , علشان محدش يلحق يكمل الطريق , علشان نحرق للي راسم الطريق بقيت طريقه .

الخميس، 3 مايو 2012

عمرو القسيس

الجميع يعرف الاحداث و سبب التظاهر و تطوراته , لذلك لن اكتب عن الاحداث و لكن عن الاشخاص سوف اكتب عن احد المتهمين , لن اكتب عن اصدقائي و زملائي في حركه شباب من اجل العداله و الحريه ( مصطفي شوقي و محمد ناجي ) ولن اكتب عن النشطاء (محمد عاطف و تامر الصاوى و مصطفي محي ) ولا حتي عن الشابين الذين تم الزج بهم لتبدوا ان القضيه غير موجهه للنشطاء ( احمد رفعت و ضياء الدين احمد ) , سوف اكتب عن المتهم الثامن : عمرو احمد حسن عبده الشهير بـ عمرو القسيس ذلك الشاب البسيط ذو القدرات الزهنيه المحدوده التي لم تمنعه من الشعور بالأسي و الحزن علي من قتلوا في حادثه القديسين , عمرو احمد او عمرو القسيس كما يطلق عليه اصدقائه نظراً لكونه يعيش بجوار كنيسه العزراء بمسره و يسترزق من غسل سيارات روادها و هوا الاسم الذي قاله في التحقيق ظناً منه انهم سيعتقدون انه مسيحي و يتركوه  , اسمه فقط _ عمر القسيس _ يكفي ليوضح زيف القضيه , اسمه فقط يجسد الوحده الوطنيه الحقيقيه بعيداً عن احضان الشيوخ و القساوسه امام الكاميرات , رأيت عمرو يوم يناير بميدان التحرير يحمل جريده تتصدرها صورته و هوا في الميدان _ دلاله علي انتصر الشعب علي الداخليه و وصوله الي ميدان التحرير _ كان سعيداً بهذه الصوره و كأنه و جد لنفسه دوراً حقيقا في هذه البلد التي طالما همشته .. عمرو الآن محكوم عليه هو و الأخرين بسنتين سجن بتهمه حب مصر .

السبت، 15 أكتوبر 2011

يابن عمى ... يابن عمى ... يابن عمى

أما يامّه شفت حلم غريب يخوف
شفتنى قال راكبة مركب
ماشية يامّه فى بحر واسع
زى غيط غلة .. وموجه
هادى .. هادى
بحر مش شايفاله بر
قال وايه عماله أقدف
والمراكبى ابن عمى
ماسك الدفة ومتعصب بشال
شاله أحمر يامّه خالص
لونه من لون الطماطم
جت حمامه بيضا بيضا
زى كبشة قطن
فوق راسه وحطت
ويا دوب البر لاح
الا والريح جايه قولى
زى غول مسعور بينفخ
تقلب المركب والاقى
نفسى بين الموج باصرخ
...يابن عمى
...يابن عمى
...يابن عمى
قام وهوه
ماشى فوق الموج بيضحك
راح بعيد خالص
وفوق راسه حمامه برضه واقفة

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

لسه النظام مسقطش . !!

(1)
أول كلامي .. أهني الشعب أبو الثوار
اللي خلق ثورته .. تحت الرصاص و النار
اللي فرض كلمته .. ع الحاكم الجبار
ساقهم طابور للعداله .. للنداله عقاب
فضح جميع اللصوص .. ورا شيخهم الكداب
طلع حاميها حراميها .. طلع تصّاب
الملعونين -لا شماته - ف كل لوح وكتاب
و ع العداله البطيئه .. لينا ألف عتاب
فساد بيلضَم رئيس بوزير علي نواب
اترصوا كما سور .. حجب عن مصر أي نهار !!
........
(18)
تار الشهيد اللي ضحى .. في رقابيكم
دمه ما زال فوق رصيف غسلينه بإيديكم
اللي اترمي في بوابات الموت .. يحميكم
إوعوا في هوجه الكلام .. دم الشهيد تنسوه
ويسرقوه منكم .. ياما التاريخ سرقوه
ماهيش حكايه صوره ولا غنا تغنوه
ولا في هيصه الفرح ممكن عقولكو تتوه
أمَّه اللي بتنوح عليه .. وتقول : (ضنايا هاتوه
لو هيه شايفاكوا قرّبتوا من احلامه
ماكانتش تحزن .. حتلقاه حيّ في عينيكم !!
........
(22)
الثوره مش حكر .. لا ملكك و لا ملكي
ملك اللي يومها سند صدره علي السونكي
و اللي الرصاصه شالت عينه ولم يبكي
ملك الشهيد اللي فدا غيره بنيران و رصاص
رسم خريطه الوطن .. بالدم وبإخلاص
والّا انتو صدقتوا ما ماتوا وراحوا خلاص ؟
ورجعتوا تاخدوا الجمل بما حمل يا ناس
تتقلبوا ع الثوره حالا تقلبوا الإحساس
يكفي تآمر .. و لعب زمان من تاني
مانا كنت علي نيتي .. صحيتوا ليه شكى ؟!!
........
(29)
افتح لهم باب سجونك .. يسقط السجان
واطلق شباب خدتهم في الضهر م الميدان
وافلح في سجن اللي خان .. عندك فلان وفلان
من يقلع الزرع من حوضه .. يموت في الإيد
قول للي سرقوا الأمل و سرقوا لبس العيد
تاني السجون والحديد ؟ فادكم بإيه الحديد؟
هل وقّف الثوره و الّا عطّل المواعيد ؟
نكسر القيد و نصحى نلاقي نفس القيد
عاوزين سياسه جريئه وواضحه زي الشمس
معانا في الثوره و الّا نغيّر العنوان ؟
........
(37)
هل كنت عايز انقلاب و احنا عملنولك ؟
رجعنا شرعيتك .. و هتفنا لوصولك ؟
ما فضلش غير الميدان .. عاوز نسيبهولك ؟
أظننا عرفنا سكه مصر .. و طريقها
من بعد طول العطش بلّ الامل ريقها
كان الشهيد رمزها .. بريئها و بريقها
لو بحركم طامي عامي .. ما يغرّقها
فازاي تفرقها يا عشمان بتفريقها ؟
إوعى تقلّب في أشعاري بعيون الشك
لأه .. اعتبر دا جواب و أنا كتبتولك !!.
........
أجزاء من قصيده : لسه النظام مسقطش
عبد الرحمن الابنودي - 15 يونيو 2011

الأحد، 22 مايو 2011

حريه ... حريه


أنا واحد عادي و مليش في السياسه
معرفش اهادن ولا اناور
ولا اعرف يعني ايه مكاسب سياسيه
و مبعرفش احط اولويات
و مفهمش يعني ايه تفاوض علي حقوق بسيطه
انا نزلت يوم 25 يناير علشان الحريه
ولسه محستش بالحريه
وحنزل يوم 27 مايو علشان الحريه _ ومش راجع غير بيها
انا لومت برصاصه امن مركزي او شرطه عسكريه مش حتفرق معايا
واظن مش حتفرق مع الملايكه اللّي حتوصلني للجنه